المسرحجي غنام غنام: هذا هو سر مهرجان المسرح العربي
كتب الفنان والمخرج المسرحي غنام غنام مقالا في نشرة مهرجان المسرح العربي تحمل الكثير من البهجة وتؤكد علي عوامل نجاح كثيرة في الدورة المنقضية ، وكان عنوان ما كتبه ” تلويح بالتحية ” ، وأحببت أن أنقل ما كتبه في نشرة مهرجان المسرح العربي لموقعي حتي يتسني قراءتها لعدد أكبر من الملايين الذين يتابعون اليوم السابع .
يقول الفنان الفلسطيني غنام غنام الذي يمارس كل أشكال المسرح ممثلا ومخرجا وكاتبا في مقاله : ليست خطبة للوداع، إنها تسجيل للحظة التجدد، ففي 16 يناير 2023 اختتمنا الدورة الثالثة عشرة، وفي ذات الليلة نبدأ الإعداد والتفكير في الدورة الرابعة عشرة، أي سحر هذا وأي افتتان، وكأننا نعيد تشكيل الكون من جديد، بفرح ومواعيد مع الحياة.
لم أكن في الدار البيضاء فترة المهرجان، لكنني كنت من خلالكم ومن خلال متابعة أشغالكم وإبداعاتكم أعيش المهرجان لحظة بلحظة، ورحم الله من اخترع الإنترنت والشبكة العنكبوتية، جربت في هذه الدورة معنى وأهمية أن تتابع فعاليات المهرجان من خلال البث المباشر، الذي بدأته الهيئة من الدورة الرابعة للمهرجان، وليس من نتائج “كورونا كما يظن البعض”، جربت معنى أن ينقطع البث نتيجة خلل الشبكة، وجربت التوق الذي يمكن أن يعيشه المسرحي لقراءة كل شيء مكتوب عن المهرجان من قبل المهرجانيين، والتوق لتصفح نشرة المهرجان، خبرت هذا وخبرت الرغبة العارمة أن تكون هناك، بين صعاليك المسرح ومجانينه ومريديه، أن تناقشهم مباشرة وهم ينفثون دخان سجائرهم حماسة في وجهك، وأنت تطرق فنجاة القهوة على المنضدة فرحاً بلمعة فكرة، وما خبرته أكثر هو معدن المسرحيين، قالوا قديما تعرف معادن الناس في السفر، وأنا أضيف وفي المسرح، وصرت متيماً أكثر بهذه المخلوقات التي ابتليت بأطهر ما في الكون “المسرح” ذاك الابتلاء الذي يجعل منك طفلاً حالماً لا يكبر.
تلويحة بالتحية لكل تقنيي المسارح الذين سهروا وواصلوا العمل وكسبوا الرهان مع عروض مهمة من الوطن العربي، تحية للإدارات والأطر الذين عملوا بدأب وصمت وهم يدافعون عن سمعة المسرح المغربي والعربي معاً، تحية للذين كانوا يديرون كل الأمور بأيديهم عقولهم وقلوبهم، فلا رئيسا يأنف أن يحمل الأشاء وينقلها، ولا مديرا ولا مقررا ولا باحثاً ولا مبدعاً أنف عن عمل أو خدمة، فالمسرحي الحقيقي ينجز الفعل الإبداعي أولاً، ثم يعود للتقييم والتقويم والتصويب.
مؤتمر فكري ألقى السؤال في زاوية جديدة من فتح باب السؤال والاشتباك بين مبدع التجربة المسرحية وبين مبدع البحث والنقد المسرحيين، مد جسور العمل المشترك بين الأجيال ، ندوات نقدية معدة ومرتبة ومنظمة ونقاد قالوا رأيهم والحب سيد، فالكره لا ينتج نقداً كما لا ينتج إبداعًا في الأصل.
ورش يؤطرها خمس قامات من أصحاب التجارب الفارقة في الوطن العربي والعالم ، وفريق إعلامي يعمل في الاتجاهات الست ويقبض بيد محترفة على سبل الإشعاع حتى فاقت حالات النشر في الوسائل الإعلامية المغربية والعربية آلاف الأخبار والتقارير المسموعة والمقروءة والمرئية، ومجموعة كان ليلها هو نهارها تواصل العمل حتى السابعة صباحاً ليحمل القراء نشرة تحيط بكل ما في المهرجان مع انطلاق العروض
مؤتمرات صحفية، تواصل اجتماعي، تكريمات، ندوات في كلية بنمسيك ، أرسل رسالة قصيرة في أي وقت للقائمين على المهرجان تجدهم عندك ومعك ، وهذا هو سر مهرجان المسرح العربي، عمل لا يحتمل التشكي والانتقاد و(تكتيف) اليدين، كل من فيه مسؤول عن النجاح والألق وإفشاء السعادة والبهجة والدهشة
لا نقول وداعاً ولكن نقول إلى اللقاء في الدورة الرابعة عشرة، فيها كل هذا وأكثر ، أولم نقل “مهرجان المسرح العربي أكبر من مجرد مهرجان”؟