الحب و العلاقاتاللقاءات الأولى

يبدأ الحب من نظرة

يبدأ الحب من نظرة – العين سراج الروح يقول المثل. بلغة العين، يشعر العشاق ببعضهما البعض، ويتواصلون روحياً وجسدياً في المراحل الأولى من الغرام. هذا ما كشفته دراسة تناولت العلاقة بين الحب والانجذاب الجنسي.
“من أجل عينيك عشقت الهوى”
عبر العصور وصف الناس عيون أحبابهم، ذلك أن الحبيبين يتحدثان بعيونهما لغة أقوى من كل الكلام. عبر تحليل لغة العين تبين أن الحب يُحدث اتساع الحدقة واللمعة في العينين.

لمذيد من المقالات المشابهه ادخل على اللقاءات الأولى

تابعنا على فيسبوك

يرى العلماء أنك إن أردت جعل شخص يُغرم بك، عليك بمخاطبة عيونهم، وعليك بقراءة لغة عيون الطرف الآخر. لكن لا تلتهم عيون حبيبك مرة واحدة. ترّوى شيئاً فشيئاً. وإن كان حبيبك يتجنب النظر في عيونك لا تتعجب من ذلك. ربما يخاف أن تكشف عيونه أو عيونها أموراً مكتومة يحفرها في قلبه، أو أن يشعر بالضعف والخوف وفقدان السيطرة الذي يصيب الشخص في الفترات الأولى من الحب (أنظر/ي كيمياء الحب).

كما أن نظرة العين يمكن أن تبيّن الفرق بين الحب والشهوة (الانجذاب الجسدي) حسب دراسة حديثة نشرتها جامعة شيكاغو بالتعاون مع جامعة جنيف في سويسرا. إن كان الشخص المعني يحبك فعلاً، فإنه سينظر على الأغلب إلى وجهك وعيونك أكثر من مكان آخر، وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة علم النفس Psychological Science.

بعض أجزاء الدماغ تنشط نتيجة للحب والشبق (الانجذاب الجنسي)، وفقاً لتفسير الدكتورة ستيفاني كاتشيوبو Cacciopo، القائمة على الدراسة. ولكن كيف ينشط الدماغ في استجابته للحب الرومانسي وكيف ينشط في حالة الانجذاب الجنسي؟ هل هما مرتبطين أم منفصلين؟.

لاختبار ذلك، تمت مقابلة مجموعة من الطلبة (ذكور وإناث) من جامعة جنيف السويسرية حيث شاهدوا صوراً عبر الحاسوب لأشخاص لا يعرفونهم. في المرحلة الأولى عرض عليهم الباحثون صور ذكور وإناث تظهر عليهم علامات الحب. وفي المرحلة الثانية، نظروا إلى صور أشخاص يتحلون بالجمال والجاذبية الجسدية، مع الحرص على ألا تتضمن أي من الصور على مشاهد إباحية أو مثيرة. وعند تحليل عيون المبحوثين، تبين أن هناك فرق في حركة العيون عند مشاهدة مقاطع يشعر فيها المبحوثون بالإنجذاب الجسدي، وكانت ردة فعل عيونهم مختلفة عند مشاهدة لقطات تتميز بالحب الرومانسي. بمعنى آخر، إذا كانت عيون شخص متجهة إلى الجسد أكثر، فيمكن أن تكون المشاعر قائمة على الانجذاب الشهواني وليس حباً عميقاً خالصاً، حيث يعتمد الأخير على النظر إلى الجزء الأعلى من الجسم وتحديداً الوجه والعينين.

وفقاً لمقال نشرته البي بي سي فإنك تحتاج ما بين 90 ثانية و4 دقائق كي يدق قلبك بالحب. ومن المثير للانتباه أن احساسنا بالحب يتكون بشكل كبير من لغة الجسد التي تلعب فيها العين دوراً كبيرا. حيث أن:
– 55% من أحاسيس الحب تأتي عبر اشارات وإيماءات الجسم Body language
– 38% من خلال سماع نبرة وإيقاع صوت الطرف الآخر (أنظر هذا المقال حول الجاذبية والصوت)
– ولا يلعب الكلام سوى 7% في تجربة الغرام.

 

وقد بيّن الدكتور ارثور ارون، الطبيب النفسي وأخصائي الحب من نيويورك، ما يحدث عند الوقوع بالغرام، حيث يلعب التحديق في عيون الطرف الآخر دوراً هاماً. ولتجربة ذلك، طلب أرون من كل من المبحوثين الحديث مع شخص غريب لمدة ساعة ونصف، ثم الصمت لمدة 4 دقائق والنظر في عيني الطرف الآخر، ليعترفا بعدها أنهما شعرا نوعاً من الانجذاب للطرف الآخر، بل وقرر اثنان من المبحوثين الزواج بعد هذا الاختبار (أنظر أيضاً نتائج الباحث أرون حول الحب كوسلية علاج للألم).

“عيناك ليالٍ صيفية”
ربما إن فكرنا بالحب من النظرة الأولى أو الحب العذري يمكن أن نستخلص أن ذلك يحدث من خلال العيون بشكل أساسي. من خلال العينين يمكن أن يتعلق شخصان غريبان في شباك الحب ويحدث بينهما تواصل. وهو ما حدث عبر عصور في بلادنا العربية والاسلامية، حيث كانت العين هي آلية الاتصال الوحيدة أحياناً. ويلاحظ اهتمام العرب بجمال العين، وقام الفراعنة بصنع مساحيق التجميل والكحل 10,000 عام قبل الميلاد، وساد بين البدو وضع الكحل عند كل من الذكور والإناث لحماية العين من أشعة الشمس الساطعة. ومع انتشار الاسلام، انتقلت فنون الكحل إلى ثقافات أخرى، وما زال الاسم العربي “كحل” مستخدماً في مساحيق التجميل العالمية.

ولم يبخل الشعراء والكتاب العرب عن وصف العين. من ذلك وصف جرير للحور العين والذي كان يعد من صفات الجمال “إن العيون التي في طرفها حور قتلتنا ثم لم يحين قتلانا” ومقولة بدر شاكر السياب الشهيرة: “عيناك ليال صيفية ورؤى وقصائد وردية”.

خريف الحب
لكن العيون التي تحب ممكن أن تكره أو تخدع أحياناً. فعندما يحل خريف الحب وينشأ نزاع بين الأحباب، قد يطلب منها أن “تنزل عينيها” في الأرض عندما تتحدث معه، أو يخاف أحدهما من أن “تزوغ” عين الحبيب. أتراه يخون أيام العشق الكثيرة التي سهر فيها مع الحبيبة محملقاً في عالم عينيها؟

 

هل تؤمن بلغة العيون؟ وكيف تتعامل مع شريكك أو شريكتك إذا تمعّن بشخص آخر وانت بصحبته؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى